القرصنة

تعريف القرصنة:

القرصنة هي التعدي أو انتهاك حقوق الملكية وخصوصية الآخرين دون المبالاة بأي قوانين أو شرعية، وعدم الاكتراث بالمجهود الذي تم بذله في هذه الأعمال المنتهكة.

مجالات القرصنة:

لم تقتصر القرصنة على صناعة معينة، بل امتدت إلى نواحي وصناعات عديدة، منها:

  • صناعة السينما.
  • صناعة الموسيقى.
  • المؤلفات الثقافية والكتب.
  • القنوات التلفزيونية.

تنقسم القرصنة إلى نوعين:

  1. قرصنة الأقراص المدمجة:
  • تتم من خلال قيام بعض الأفراد أو المجموعات بتصوير الأفلام من داخل السينما باستخدام التكنولوجيا الحديثة، بدءًا من الكاميرات، مرورًا بالهواتف، والأقلام، والنظارات، التي يمنع القانون استخدامها في هذا الشأن، رغم عدم وجود آلية فعّالة لتفعيل هذا المنع.
  • انتشر هذا النوع من القرصنة حتى أصبح يتم بشكل منظم يستفيد منه القراصنة ماديًا بطباعة ونسخ هذه الأفلام وتسويقها في الأماكن العامة.
  1. القرصنة الإلكترونية:
  • تعتبر هي الأخطر والأكثر شيوعًا، حيث تطرح مواقع القرصنة الأفلام والمصنفات الفنية بشكل عام للتحميل المجاني، مما يسهل ذلك على المستخدم. ونظرًا لانتشار خدمة الإنترنت غير المحدود بسرعات عالية وبمقابل زهيد، أصبح تواجدها في متناول الجميع، مما يضاعف من أعداد المستفيدين من تحميل تلك الأفلام والمصنفات.
  • يقوم بعملية القرصنة مجموعة من الشباب يستغلون كل ما يتاح لديهم من مواد لتأسيس مواقع لا تخضع لقيود أو قوانين أو رقابة، فيقدمون ما يشاءون من أفلام، أغاني، كتب، مباريات، وأفلام إباحية لجذب الزوار.
أضرار القرصنة على الفن:
  • بعد أن ظهرت سينما يوسف شاهين وبدأت الأفلام المصرية في الظهور في المهرجانات العالمية وحصد الجوائز في بعضها، تراجعت كل تلك المؤشرات مع ظهور مشاكل القرصنة، مما عطل الارتقاء بمستوى صناعة السينما وأصبح من النادر أن يتم عمل إنتاج سينمائي ضخم ينافس الأعمال المشاركة في المهرجانات العالمية.
  • أطاحت القرصنة بكل التميز في التقنيات، حيث يقوم القراصنة بتصوير الأفلام من قاعات العرض دون النظر إلى جودة التصوير والألوان والصوت، وهو الأمر الذي يجتهد صناع السينما في تطويره وبذل المال الكثير من أجله للوصول إلى مستوى منافس عالميًا.
  • كما عوّدت المشاهدين على مشاهدة الأفلام بجودة رديئة وصوت متقطع، وأفقدتهم حس التمييز بين الأعمال من حيث جودتها.
  • أتاحت للمقرصنين التعدي على الملكية الفكرية من خلال قطع مشاهد أو إضافة أخرى والعبث بالمحتوى الفني، مما يعد جريمة في حد ذاته.
  • أفقدت المشاهد القدرة على تقدير الأعمال المشاركة في العمل الفني من تصوير وإخراج وإضاءة وديكور وموسيقى وملابس، إلى آخر تلك المهارات التي من المفروض أن يسعى الشباب إلى تعلمها واحترافها والإيمان بها.
  • أفقدت المشاهد القدرة على التفريق بين العمل المنتهى أو المسروق وبه تايم كود أو مضغوط، كما عوّدته ألا يكترث للعلامة التي يحملها الفيلم أو العمل الفني.
الضرر على فرص العمل:
  • تُعتبر صناعة السينما من أهم الصناعات التي توفر فرص عمل للشباب في مختلف المجالات، حيث تعتمد على ما يقرب من 75 حرفة مختلفة من مهندسين لعمال وغيرهم.
  • يحتاج إنتاج فيلم واحد لما يقرب من 150 عامل في مجالات مختلفة في موقع التصوير وحده.
  • إذا تم تخيل إنتاج مصر 1000 فيلم سنويًا وتكرر العمال في نصفهم، فمعنى ذلك أن يتم تشغيل 7500 عامل بشكل مستقر ودوري.
  • تعتمد صناعة السينما في تقنياتها على عشرات الاستوديوهات والبلاتوهات ومجمعات المونتاج والجرافيك والطباعة والتحميض ومصممي الحملات الدعائية بمختلف اختصاصاتهم.
  • هذا بخلاف شرائح الفنانين المؤدين للأعمال.
  • يتم عرض الأفلام في دور عرض يعمل بها مهندسون وعمال في تقنية بناء وتشغيل دور العرض وعمال البوفيه والتذاكر والنظافة وداخل القاعات والأمن.
الضرر على حقوق العاملين في المجال:
  • تؤدي القرصنة حتمًا لإحباط العاملين في مجال صناعة السينما حيث يفاجئون بأعمالهم في نفس يوم عرضها مجانًا على الإنترنت بدون أي احترام لحقوقهم.
الضرر على احترام حقوق الملكية الفكرية:
  • بسبب الإهمال في حماية المصنفات، علا صوت القراصنة وتخيلوا أنها أصبحت حقًا مشروعًا لهم، متحديين بذلك أصحاب الحقوق والحكومات وكل من يعارضهم بأي شكل من الأشكال.

الأضرار الاقتصادية للقرصنة

 
تأثير القرصنة على شركات الإنتاج والمستثمرين:

أدت مشاكل القرصنة وتأثيرها سلبًا على أصحاب رؤوس الأموال من تخوف المستثمرين وأصحاب شركات الإنتاج، مما أدى إلى إغلاق حوالي 30 شركة إنتاج سينمائي خلال الخمس سنوات الماضية، بخلاف شركات الفيديو كاسيت والأقراص المدمجة القانونية، وانهيار صناعة الكاسيت الصوتي. ذلك بعد أن أعلنت تلك الشركات عن عدم وجود أي فائدة من استمرارها مع وجود تلك الأعداد المهولة من التحميل لأفلامها، وفي ظل عدم وجود أي وسيلة للحماية من الدولة وعدم ظهور أي بوادر لذلك على الأقل.

وقد أدى عدم وجود أي قوانين تطبق في مصر إلى قلة احترام الدول الأخرى لحقوقنا أيضًا، فأصبحت المواقع تمنع عرض أي فيلم من إنتاج دولها وتتيح أي فيلم من إنتاج مصري. كما امتنعت عن استيراد الأفلام لعرضها عرضًا سينمائيًا سواء في الدول العربية أو الأوروبية. فقد أعلنت دول الكويت والخليج العربي تقليصها لعرض الأفلام المصرية إلى أقصى درجة، مما أدى إلى خسائر هائلة للمنتجين والموزعين. كما أدت القرصنة إلى انهيار القنوات التلفزيونية وامتناعها عن شراء الأفلام، وعلى رأسها راديو وتلفزيون العرب الذي أدت قرصنة الوصلة إلى توقف الشبكة وبيع جزء منها إلى قناة الجزيرة، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر.

على سبيل المثال لا الحصر، نضع في الصفحة التالية صورة من أحد الخطابات التي ترد إلينا بشكل دائم من شركائنا الدوليين، ينصون فيها على أن قرصنة الأفلام إنما تقلص من فرص (الضئيلة بالفعل) الأفلام المصرية من الوصول إلى السوق الدولي، وأن في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن كل ما يستطيعون فعله هو ضم صوتهم إلينا في معركتنا ضد القرصنة بوجه عام، آملين أن نصل سوياً إلى حل دائم وجذري لتلك الحرب الضارية التي تضرب شتى الصناعات في مقتل.

تأثير القرصنة على الدولة وعلى الدخل القومي (مصلحة الضرائب):

تتأثر الدولة بشكل كبير بسبب الخسائر التي تسببها القرصنة، فمع قلة الإيرادات تقل نسبة الضرائب التي تحصلها الدولة.

متوسط سعر التحميل القانوني في العالم هو يورو واحد أو دولار واحد.

بفرض أن التحميل في مصر بخمسة جنيهات، يصبح الناتج:

5 جم * 9,650,000 = 48,250,000 جم

بفرض أن التحميل في مصر يساوي 1 جم، يكون الناتج:

9,650,000 جم

بفرض أن التحميل يساوي عشرة قروش، يكون الناتج:

965,000 جم

تأثير القرصنة على الاستثمار الخارجي:

أدى انتشار الأفلام المصرية على الإنترنت وسهولة الحصول عليها إلى ضعف الاستثمار الخارجي لشراء تلك الأفلام، فقد تقلص الدخل خلال السنوات العشر الماضية من إيرادات الاستثمارات الخارجية نتيجة لامتناع كل الجهات، وهو ما يجري حصره حالياً لتراكم الأفلام التي لم تصدر بعد. وفي حصر مبدئي، قد تصل خسائر عدم تصدير الأفلام إنتاج عامي 2009 و 2010 إلى منطقتي الكويت والخليج فقط إلى ما يزيد عن المائة وخمسين مليون جنيها مصريا.

دور وزارة الإعلام في التوعية:

يجب على الوزارات المختصة بالتوعية القيام بحملات قوية لتوضيح ماهية القرصنة وأضرارها السلبية التي تعود في نهاية المطاف، على مصلحة الدولة والمواطنين.
كما يجب التأكيد على أن القرصنة هي “سرقة” مثلها كمثل أي نوع من أنواع السرقة التي يعاقب عليها القانون ويُعيبها المجتمع.
يُقترح البدء بحملة تدعو إلى التضامن مع الأفلام المصرية التي ستقضي عليها القرصنة مع مرور الوقت، مع ذكر أمثلة لشعوب قامت بهذا مثل إنجلترا.
يجب أن تشمل برامج التوعية المسؤولين في الدولة ممن يتعاملون مع هذه الجريمة وآثارها من قانونيين ورجال شرطة وماليين ومحامين وأعضاء مجلسي الشعب والشورى قبل فئات الشعب العادية.

دور وزارة التربية والتعليم في التوعية:

كما ذكرنا سابقًا، تشكل الفئة العمرية بين 16 و 24 عامًا حوالي 50% من مرتكبي القرصنة.
هذا يعني أنه يجب على وزارة التربية والتعليم ترسيخ وتأكيد مفهوم احترام حقوق الملكية الفكرية في المناهج الدراسية والإسراع في إدخالها في مناهج المراحل الصغرى (الصفوف من 1 إلى 8) لتربية النشء على تلك الأسس والقيم المؤثرة في المستقبل.

محاولة إيجاد حلول والتوصيات المطلوبة:
  • إصدار قوانين لتجريم عمليات القرصنة بمختلف أشكالها.
  • تضمين عقوبات التهرب الضريبي والتهريب والغش التجاري، إلخ.
  • إصدار عقوبات على أصحاب المواقع الإلكترونية.
  • عمل حملات مستمرة من شرطة المصنفات الفنية للقضاء على قرصنة الأقراص المدمجة.
  • تعاون الوزارات المعنية في وضع حل جماعي لهذه المشكلة، وهي وزارات الثقافة والإعلام والمالية والعدل والداخلية والاتصالات والصناعة.
arArabic